إزاي نحب..؟! وإزاي نعرف الصح من الغلط؟! أسئلة بتشغل بال ناس كتير طول السنة لكن بتكتر الأسئلة دي في رمضان...
في ناس بتكون شايفة إن الحب حرام في كل وقت، وناس تانية شايفة إنه حلال في كل وقت، وناس تالتة شايفة إنه حرام في رمضان بس أو على الأقل في نهار رمضان، وناس رابعة مابيهمهاش إذا كان حلال ولا حرام ولا صح ولا غلط في رمضان ولا في غير رمضان، المهم إنها تحب وبس...!!
يا ترى إيه سبب الاختلافات دي؟! وإزاي نعرف إذا كنا بنعمل حاجة صح ولا غلط سواء في رمضان أو في غير رمضان؟!
ده اللي هنحاول نعرفه مع بعض المرة دي..
مابنعملش حاجة غلط
نهى: أنا و"حسام" ملتزمين جدا في حبنا، ده حتى عمره ما مسك إيدي وأنا ماقلتلهوش "بحبك" غير مرة أو مرتين لكن طبعا بنتكلم في التليفون علشان نطمئن على بعض ونشوف عاملين إيه في المذاكرة لكن الخروج معاه بيكون قليل قوي، يعني مرة كل أسبوعين مثلا أصل كل واحد فينا في جامعة مختلفة ومفيش فرصة إننا نشوف بعض كل يوم، لكن على العموم احنا اتفقنا إننا في رمضان مش هنقابل بعض خالص وهنتكلم في التليفون بس.
وموقف "نهى" و"حسام" بيتكرر كتير قوي بين شباب وبنات بيكونوا بيحبوا بعض لكن ظروفهم لسه ماتسمحش بإن ارتباطهم يكون رسمي سواء لأنهم لسه صغيرين أو لأن ظروفهم المادية ماتسمحش أو أي حاجة تانية فبيكون بينهم اتفاق سواء صريح أو ضمني إنهم هيكونوا (مع بعض) لحد لما ربنا يسهل...!!
هنا في حالات بيكون الكلام بينهم طبيعي زي الزملاء في الجامعة مثلا أو في الشغل وبيكون الكلام بينهم وسط الناس ووسط زملائهم في موضوعات عامة يطمّنوا بيها على بعض من غير ما يحسّوا فعلا إنهم بيعملوا حاجة غلط....
لكن في حالات تانية مابتكونش الظروف متاحة ليهم إنهم يتكلموا في نطاق رسمي زي الشغل أو الجامعة ودول إيه الحل معاهم؟!
غالبا بيلاقوا قدامهم حل واحد وهو إنهم يتقابلوا بره أو أضعف الإيمان إنهم يتكلموا في التليفون لكن غالبا بيكون السؤال اللي بيواجههم أو على الأقل بيواجه حد فيهم هو هل اللي بيعملوه ده صح ولا غلط وحلال ولا حرام....
وغالبا اللي بيسأل السؤال ده بيكون حاسس فعلا إنه بيعمل حاجة غلط وإلا ماكانش سأل..؟!
استفتِ قلبك
والحل هنا بيكون في مراعاة ربنا و(استفتاء القلب)، يعني فيه ناس بيكون عندهم اعتقاد قوي جدا إنهم مادام كلامهم في التليفون محترم يعني يادوب يقول لها "بحبك" مرة واحدة في المكالمة ولما يخرجوا مع بعض يكونوا في مكان عام وحتى مايمسكش إيدها يبقى كده هم ملتزمين في حبهم ده ومابيعملوش حاجة غلط؟!
والكلام ده هيكون كويس لو مافرقش معاهم رمضان أو غير رمضان يعني مايجوش في رمضان ويقولوا: "لأ احنا مش هنتقابل فيه علشان حرام" أو "مش هنتكلم في التليفون إلا بعد الفطار" لأن اللي حرام في رمضان حرام في غيره ومادام حسوا إنهم مفروض يبطلوا اللي بيعملوه (أيا كان) في رمضان يبقى مفروض عليهم كمان يبطلوه في غير رمضان ومايضحكوش على نفسهم.
لازم تكون في النور
ومش هيكون فيه مشكلة خالص سواء في رمضان أو في غير رمضان لو اللي بين "حسام" و"نهى" معروف من الجميع يعني أسرته والأهم أسرتها فمثلا لما يطلبها في التليفون تكون الساعة 6 أو 7 مساء بالكتير فيرد عليه "إبراهيم" أخوها ويكون الحوار بينهم كالتالي:
حسام: ألو ممكن أكلم "نهى"؟
إبراهيم: أيوه أقول لها مين؟
حسام: أنا "حسام"
إبراهيم: آه طبعا ممكن دقيقة واحدة (ويدي السماعة لــ"نهى" وتتكلم قدامه)
أو مثلا و"نهى" خارجة تقابل "حسام" ومامتها تسألها هي رايحة فين تروح قايلة ليها إنها رايحة تقابله ومامتها ماتعترضش...!!
هنا زي ما قلنا مش هيكون فيه مشكلة لأن "حسام" هيكون معروف للأسرة ولما الكلام والتليفونات تتكرر بينهم هيبتدوا يسألوا إيه الحكاية وإيه اللي بينهم بالضبط ويبدءوا يسألوا "نهى" عن "حسام" ويعرفوا إنه مش مجرد زميل والموضوع هياخد شكل جد ورسمي من الأهل سواء بالموافقة ومحاولة اتخاذ إجراءات رسمية أو بالاعتراض ومحاولة إقناع "نهى" بنسيان الموضوع أو على الأقل تأجيله.
والفايدة في معرفة الأهل (خصوصا أهل البنت) بالموضوعات دي إنها هتكون حاسة بالأمان وإنها (فعلا) مابتعملش حاجة غلط تكون عايزة تخبيها وخايفة إن حد يعرفها.
طيب لو الأهل اعترضوا...؟!
وعلشان نكون واضحين فغالبا هتظهر مشكلة اعتراض الأهل (وخصوصا أهل البنت) على إنها تعرف وتخرج مع حد من غير ما يكون في بينهم أي حاجة.
الابتعاد هو الحل
والحل في الحالة دي ممكن يكون صدمة شوية لكن الأفضل للطرفين إنهم يحاولوا يبعدوا عن بعض لحد لما ظروفهم تسمح بالارتباط الرسمي وأكيد (لو عايزين) هيقدروا يطمّنوا على بعض من بعيد لبعيد ولو حبهم حقيقي البعد مش هيأثر فيه بالعكس هيزيد ويكون دافع ليهم علشان يخلوا اللي بينهم في النور وده هيكون في مصلحتهم هما الاثنين.
وده زي اللي عملته "تسنيم" مع "خالد":
فـ"تسنيم" في مرة من المرات اللي راحت فيها تقابل "خالد" كان بينهم الحوار ده:
تسنيم: "خالد" أنا خايفة.. ماما النهاردة وأنا نازلة أقابلك قعدت تسألني رايحة فين ومع مين ولما قلت لها إني نازلة مع صاحبتي نشتري حاجات ليها مش عارفة كنت حاسة إنها مش مصدقاني لدرجة إني كنت خلاص هاقول لها إني رايحة أقابلك وأخليها تعرف كل حاجة.
خالد بفزع: إيه؟ اوعي يا مجنونة ده إنتِ متهورة فعلا... ازاي ييجي في بالك إنك تقولي لها؟! احنا مش متفقين إن ماحدش يعرف اللي بيننا.
تسنيم: لأ احنا ماتفقناش إنت اللي طلبت كده وأنا مش مقتنعة و100 مرة أقول لك إن أنا ماينفعش أعمل حاجة في السر وأكون خايفة إن حد يعرفها.. أنا مش هاقدر على كده.
خالد: يبقى إنت مابتحبينيش، لأنك عارفة إن لو مامتك عرفت ممكن ماتخليكيش تخرجي من البيت أصلا يعني مش هنشوف بعض تاني وتبقي إنت كده اللي بعدت وخنتيني...!!
هنا "خالد" هرب من الموقف بمنتهى البساطة ورمى الكورة في ملعب "تسنيم" وجاب كمان الغلط عليها وإنها (هي) اللي مش بتحبه.
وهنا "تسنيم" لازم تشك فورا في موقف "خالد" وتسأل نفسها ألف سؤال وسؤال عن موقفه الرافض لأن أي حد يعرف اللي بينهم وعدم قيامه بأي خطوة تخلي اللي بينهم في النور وقدام الناس، وأول سؤال لازم ييجي في بالها إنه لو بيحبها فعلا هيخاف عليها ومش هيرضى ليها إنها تعمل حاجة في السر أو حاجة تضرها ولو بيحبها فعلا المفروض إنه يفرح إنها واخدة اللي بينهم جد وإنها عايزة اللي بينهم يكون في النور لكن هو اللي رافض ومافيش أي حاجة تبرر رفضه ده غير عدم حبه ليها...!!
واثق في نفسي آه... غيري لأ...!!
كريم: أنا مش عارف ليه "رنا" مش واثقة فيّ وليه دايما تشك في حبي ليها رغم إني أنا فعلا باحبها وبجد ناوي أخطبها ومش شايف غيرها شريكة لحياتي لكن مش عارف ازاي أخليها تثق في حبي وخوفي عليها...؟!
هي من ساعة ما شافتني وأنا بازعق لأختي "شيرين" علشان شفتها واقفة مع زميل ليها في الجامعة وهي متغيرة معايا..!!
طيب أنا كنت خايف على "شيرين" إن يكون بينها وبين زميلها ده حاجة ومخبياها ولا يكون بيلعب بيها لكن ازاي "رنا" تفتكر في حاجة زي كده؟ هي لو بتحبني فعلا هتكون واثقة فيّ ومش ممكن تخاف مني ومش هتتحجج بإننا مش مخطوبين، أو إن أهلها مش عارفين اللي بيننا.. هي أكيد مابتحبنيش، وأكيد مشاعرها مش حقيقية، دي ساعة ترضى عني وساعة تانية تقلب عليّ.. هي فاكراني إيه؟ طيب أنا مش هاسأل فيها...!!
وموقف "كريم" ده بيحصل فعلا لشباب كتير وبيكونوا مقتنعين فعلا إنهم مادام مشاعرهم حقيقية يبقى ده كفاية قوي إن الطرف التاني يشعر بالثقة معاهم وحجتهم في كده إنهم متأكدين من نفسهم ومن أخلاقهم ومن حبهم ومن.... ومن.... ومن...
ربنا بس اللي عالم بالنية
هنا "كريم" نسي أو يمكن تناسى -الله أعلم- إنه زي ما هو واثق من حبه ممكن كمان زميل أخته "شيرين" يكون بيحبها هو كمان بجد ويكون واثق من حبه ومن أخلاقه وإنه مش بيلعب بيها.
والمشكلة هنا إن مفيش حد يقدر يحكم على ضمير حد لا "كريم" يقدر يحكم على ضمير زميل أخته ولا "رنا" تقدر تحكم على ضمير "كريم" لأن الأفعال والتصرفات هي بس اللي بيتحكم عليها مش أي حاجة تانية وإن ربنا بس هو اللي بيعلم النية واللي في الضمير....؟!
علشان كده لازم اللي بيحب حقيقي يحاول يثبت ده (بالفعل) مش بالكلام ولا (بالنية والضمير) ومايلومش أبدا الطرف التاني على عدم ثقته أو شكوكه ويسأل نفسه دايما هو عمل إيه علشان يثبت حبه ويخلي حبيبته تثق فيه ومايخليهاش تحس إنها بتعمل حاجة غلط أو مش من حقها.
ومن ناحية تانية على أي بنت إنها تحط في اعتبارها كويس قوي إن لا الدين ولا المجتمع بيفرضوا عليها واجبات تجاه أي حد لمجرد إنه بيحبها لكن لازم تحط في اعتبارها إنها هي اللي بتفرض على نفسها قواعد وواجبات، يعني ماحدش يقدر يلومها لو اتخطبت مثلا لحد تاني ولا حتى اتجوزت...!!
يعني بمعنى أوضح بلاش الكلام اللي من نوعية خايفة ليقول عليّ خاينة ولا هوائية ولا لعبت بيه ولا... ولا... ولا...
لأن كل الحاجات دي مش من حق أي حد إلا اللي يثبت حسن نيته ويدخل البيت من بابه من غير لف ودوران، وآه ولأ، والكيل بمكيالين.
لكن الكلام اللي من نوعية أصل ظروفه وحشة... أصلنا لسه صغيرين... أصله خايف بابا وماما يرفضوه، أصلنا لسه مانعرفش بعض كويس، كل دي مش مبررات إنك تدي حد أكتر من حقه ولازم تحطي في اعتبارك إن زي ما الناس اللي عايشة في قصور بيقدروا يتجوزوا فبرضه الناس اللي ساكنة في عشة بيتجوزوا وزي ما الكبار بيتجوزوا كمان الصغيرين واللي ماكملوش أحيانا 18 سنة على الأقل بيتخطبوا، يعني لا الظروف بتمنع ولا كمان السن!!
البنات ماتستاهلش الحب...!!
طارق: إيه يا "ممدوح" إنت فين؟ قافل الموبايل بقالك فترة ومابتتكلمش مع أي حد.. إيه اللي جرى؟!
ممدوح: شفت اللي حصل لي، بقى أنا اللي لفيت وشفت وعرفت تيجي واحدة زي "سها" تخدعني وتضحك عليّ، وأنا كنت فاهم إنها قطة مغمضة وإن أنا أول واحد في حياتها وقلت أخيرا لقيت الواحدة المحترمة اللي بادور عليها تطلع زيهم كلهم، أنا رأيي من زمان إنهم ماينفعوش غير للتسلية.
طارق: أنا حذرتك منها كتير بس إنت اللي ماسمعتش كلامي وكنت فاكر إن كتر معرفتك بالبنات هتخليك تقدر تحكم على أي واحدة وإن مفيش واحدة هاتقدر تضحك عليك لكن أنا كنت عارف إنها بتمثل إنها كويسة لكنها في الحقيقة غير كده.
ممدوح: اللي مجنني ازاي ماقدرتش أعرفها على حقيقتها من الأول وازاي قدرت تخدعني؟ أمال فايدة معرفتي بكل البنات دي إيه؟ ده ولا كأني عرفت حد ولا شفت حاجة، ولا الظاهر إنهم كلهم كده الخيانة بتجري في دمهم وأي واحدة ممكن تبيعك في ثانية.
طارق: لأ طبعا خد مثلا خطيبتي "علا"، وكمان "إيمان" خطيبة "عادل" وغيرهم كتير.
ممدوح: إنتم حظكم حلو علشان لقيتم البنات دي.. دول كده صدفة ومايتلاقوش بالساهل.
طارق: لأ موجودين وكتير كمان بس إنت اللي مابتشوفش غير الوحش وده من كتر ما لفيت وعرفت بنات، وكنت بتضحك على نفسك وتقول: "أنا باعمل كده علشان أختار صح" وإنت في الحقيقة بتظلم الناس معاك.
ممدوح: أيوه أنا عارف إني ظلمت بنات كتير ولعبت بيهم بس هم كمان كانوا يستاهلوا.. يعني لما واحدة تكلمني في التليفون بالساعتين والتلاتة وتقابلني من ورا أهلها يبقى تستاهل ولا لأ....؟!
خسارة مستخبية
و"ممدوح" زيه زي شباب كتير ممكن يكون بيصلي الوقت بوقته حتى لو أخره شوية (لو معاه تليفون مهم) لكن ده مش دايما بيحصل، وممكن يكون عارف إن اللي بيعمله وكلامه مع البنات على الفاضي والمليان حرام سواء في رمضان أو في غير رمضان حتى إنه كان يبرر لنفسه إنه مابيضحكش على حد وإن كل بنت بيكلمها بتكون عارفة إنه بيتسلى وإن هي كمان بتكون بتتسلى وهو في النهاية مش خسران حاجة!!
هنا بصرف النظر عن غضب ربنا اللي "ممدوح" بيحاول يتناساه أو يتحايل عليه على الأقل قدام نفسه إلا إنه على الأقل في وقت من الأوقات بيكون حاطّه في اعتباره ويمكن يكون عامل حسابه على الطريقة اللي هيكفر بيها عنه أو حتى ما يكفرش عنه المهم إنه عارف إنه بيعمل حاجة حرام.
لكن في ضرر تاني للأسف "ممدوح" مش عارفه ومش واخد باله منه خالص وهو إن تعدد علاقاته مع البنات هيخليه شوية شوية يفقد ثقته في كل البنات ويبدأ يحط تصورات بإنهم (شخصيات مستهترة) و(عايزين كده) أو (كلهم شبه بعض) أو (البنات ماتستاهلش) ويبص للبنات على إنها كائنات لا تصلح لأي شيء سوى التسلية وتضييع الوقت!!
وده تصور مش هيضر حد إلا "ممدوح" نفسه لأن البنات اللي عايزة هي كمان تتسلى مش هتفرق عندها أما البنات اللي واخدينها جد فمش هيعرفوا أصلا حد زي "ممدوح"!!
والنتيجة إن "ممدوح" يتحول بالتدريج لشخصية ماتعرفش غير الاستهتار والناس المستهترة وممكن جدا ده يضيع عليه فرصة حب حقيقية ماياخدش باله منها أو يضيعها من إيده، وحتى لو قابل حد كويس هيفضل طول الوقت مش مصدق ويفضل عنده على طول شك فيها وتتحول حياتهم هما الاتنين لجحيم والتجربة دي تنتهي بالفشل (وده بيحصل كتير قوي) لأن للأسف تعدد علاقاته دي ماعلمتهوش حاجة لأنه واخدها من الأول هزار مش جد وعلشان كده ماستفادش منها حاجة بالعكس سببت له ضرر ممكن جدا إنه مايقدرش يعالجه عمره كله!!
واسفة على الاطالة
منقول